کد مطلب:240965 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:114

زید و الله ممن خوطب بهذه الآیة
روی الصدوق بسندله إلی أبی عبدون عن أبیه قال: لما حمل زید بن موسی بن جعفر إلی المأمون و قد كان خرج بالبصرة و أحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لأخیه علی بن موسی الرضا - علیه السلام - و قال له: یا أباالحسن لئن خرج أخوك و فعل ما فعل لقد خرج قبله زید بن علی فقتل و لولا مكانك منی لقتلته فلیس ما أتاه بصغیر.

فقال الرضا علیه السلام: یا أمیرالمؤمنین لاتقس أخی زیدا إلی یزید بن علی فإنه كان من علماء آل محمد غضب لله عزوجل فجاهد أعداءه حتی قتل فی سبیل و لقد حدثنی أبی موسی بن جعفر علیهماالسلام أنه سمع أباه جعفر بن محمد بن علی علیهم السلام یقول: رحم الله عمی زیدا إنه دعا إلی الرضا من آل محمد، و لو ظفر لو فی بما دعا إلیه و لقد استشارنی فی خروجه فقلت له: یا عم إن رضیت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك فلما ولی قال جعفر بن محمد: ویل لمن سمع و اعیته فلم یجبه.

فقال المأمون: یا أباالحسن ألیس قد جاء فیمن ادعی الإمامة بغیر حقها ما جاء؟ فقال الرضا علیه السلام: إن زید بن علی لم یدع ما لیس له بحق و إنه كان اتقی لله من ذلك إنه قال: أعوكم إلی الرضا من آل محمد علیهم السلام و إنما جاء ما جاء فیمن یدعی أن الله تعالی نص علیه ثم یدعو إلی غیر دین الله و یضل عن سبیله بغیر علم، و كان زید و الله ممن خوطب بهذه الآیة: «و جهدوا فی الله حق جهاده هواجتبكم» [1] [2] .

أقول: قد ترجم زید بن علی الكثیر من أصحاب الحدیث و الفقه، و إلیك ما نقله الشیخ الصدوق من ست روایات فیه تنص علی ما لزید من إجلال قال الصدوق: لزید بن علی فضائل كثیرة عن غیر الرضا أحببت إیراد بعضها... [3] و أنا أذكره بدون إسناد.



[ صفحه 279]



1 - «قال رسول الله - صلی الله علیه و آله - للحسین علیه السلام: یا حسین یخرج من صلبك رجل یقال له: زید یتخطی هو و أصحابه یوم القیامة رقاب الناس غرا محجلین یدخلون الجنة بلاحساب» [4] .

2 - «عن عمرو بن خالد قال: حدثنی زید بن علی الحسین علیهم السلام و هو آخذ بشعره قال حدثنی الحسین بن علی علیهماالسلام و هو آخذ بشعره قال حدثنی علی بن أبی طالب علیه السلام و هو آخذ بشعره عن رسول الله - صلی الله علیه و آله - و هو آخذ بشعره قال: من آذی شعرة منی فقد آذانی و من آذانی فقد آذی الله عزوجل و من آذی الله عزوجل لعنه الله مل ء السماء و الأرض» [5] .

3 - «عن معمر قال: كنت جالسا عند الصادق جعفر بن محمد علیهماالسلام فجاء زید بن علی بن الحسین علیهم السلام فأخذ بعضادتی الباب فقال له الصادق جعفر بن محمد: یا عم أعیذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة فقالت أم زید: و الله لا یحملك علی هذا القول غیر الحسد لابنی فقال علیه السلام: یا لیته حسدا یا لیته حسدا ثلاثا حدثنی أبی عن جدی أنه قال: یخرج من ولده رجل یقال له: زید یقتل بالكوفة و یصلب بالكناسة یخرج من قبره حین ینشر تفتح لروحه أبواب السماء یبتهج به أهل السموات و الأرض یجعل روحه فی حوصلة طیر أخضر یسرح فی الجنة حیث یشاء» [6] .

4 - «عن جابر الجعفی قال: دخلت علی أبی جعفر محمد بن علی علیهماالسلام و عنده زید أخوه فدخل علیه معروف بن خربوذ المكی قال له أبوجعفر علیه السلام: یا معروف أنشدنی من طرائف ما عندك فأنشده:



لعمرك ما إن أبومالك

بوان و لابضعیف قواه



و لابألدلدی قوله

یعادی الحلیم إذا ما نهاه



و لكنه سید بارع

كریم الطبائع حلو شاه



إذا سدته سدت مطواعة

و مهما و كلت إلیه كفاه



قال: فوضع محمد بن علی یده علی كتفی زید و قال: هذه صفتك یا أباالحسن» [7] .



[ صفحه 280]



5 - «عبدالله بن سیابة قال: خرجنا و نحن سبعة نفر فأتینا المدینة فد خلنا علی أبی عبدالله الصادق علیه السلام فقال لنا: أعندكم خبر عمی زید؟ فقلنا: قد خرج أوهو خارج، قال: فإن أتاكم خبر فأخبرونی فمكثنا أیاما فأنی رسول بسام الصیرفی بكتاب فیه: أما بعد فإن زید بن علی قد خرج یوم الأربعاء غرة صفر، فمكث الأربعاء و الخمیس، و قتل یوم الجمعة، و معه فلان و فلان فدخلنا علی الصادق علیه السلام فدفعنا إلیه الكتاب، [8] فقرأه و بكی ثم قال: إنا لله و إنا إلیه راجعون عند الله تعالی أحتسب عمی إنه كان رجلا لدنیانا و آخرتنا مضی و الله عمی شهیدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله - صلی الله علیه و آله - و علی و الحسن و الحسین صلوات الله علیهم» [9] .

6 - «عن الفضیل بن یسار قال: انتهیت إلی زید بن علی بن الحسین علیهم السلام صبیحة یوم خرج بالكوفة فسمعته یقول: من یعیننی منكم علی قتال أنباط [10] أهل الشام؟ فوالذی بعث محمدا بالحق بشیرا و نذیرا لایعیننی منكم علی قتالهم أحد إلا أخذت بیده یوم القیامة فأدخلته الجنة بإذن الله عزوجل، فلما قتل اكتریت راحلة و توجهت نحو المدینة فدخلت علی أبی عبدالله علیه السلام فقلت فی نفسی: و الله لأخبرنه بقتل زید بن علی فیجزع علیه فلما دخلت علیه قال لی: ما فعل عمی زید؟ فخنقتنی العبرة فقال: قتلوه؟ قلت: أی و الله قتلوه قال: فصلبوه؟ قلت: أی و الله فصلبوه قال: فأقبل یبكی و دموعه تنحدر عن جانبی خده كأنها الجمان، ثم قال: یا فضیل شهدت مع عمی زید قتال أهل الشام؟ قلت: نعم فقال فكم قتلت منهم؟ قلت ستة قال: فلعلك شاك فی دمائهم؟ قلت: لو كنت شاكا فی دمائهم ما قتلتهم فسمعته و هو یقول: أشركنی الله فی تلك الدماء، مضی و الله زید عمی و أصحابه الشهداء تمثل ما مضی علیه علی بن أبی طالب علیه السلام و أصحابه». [11] .

و الأحادیث الستة مع الحدیث الأول المبحوث تنص علی فضائل زید بن علی



[ صفحه 281]



و أما زید بن موسی أخوالرضا فلا یقاس به و زید هذا یعرف بزید النار و قد قال فیه الإمام الرضا علیه السلام عند ما قال له زید أنا أخوك و ابن أبیك: «أنت أخی ما أطعت الله عزوجل؛ إن نوحا علیه السلام قال: «رب إن ابنی من أهلی و إن وعدك الحق و أنت أحكم الحكمین» فقال الله عزوجل: «ینوح إنه لیس من أهلك إنه عمل غیر صالح». [12] فأخرجه الله عزوجل من أن یكون من أهله بمعصیته». [13] .

قال السید الأستاذ بعد كلام له فی زید بن موسی: إنه لم یرد فی هذا توثیق و لامدح، و كلام الشیخ المفید لادلالة فیه علی المدح من جهة الدین كما هو ظاهر. [14] .

و قد نقل السید الأستاذ كلام الشیخ المفید عند ترجمة إبراهیم بن موسی: من أن لكل واحد من ولد أبی الحسن موسی علیه السلام فضلا و منقبة مشهورة. [15] .

و عدم الدلالة لاحتمال الفضل عند الناس أو غیر ذلك. و أین هذا من زید بن علی بن الحسین علیهم السلام و قد نصت الأحادیث السبعة الآنفة الذكر علی فضائله و عن الشیخ المفید: و كان زید... عابدا ورعا فقیها سخیا شجاعا و ظهر بالسیف یأمر بالمعروف و ینهی عن المنكر و یطلب بثارات الحسین علیه السلام و اعتقد كثیر من الشیعة فیه الإمامة... [16] .

و قد جاءت روایات تذم زیدا ذكرها السید الأستاذ و علق علیها بما یخرجها عن الذم فراجع. [17] .

و قیل إن علی بن الحسین علیه السلام لما أراد أن یسمی زیدا فتح المصحف فنظر فإذا فی أول حرف من الورقة «و فضل الله المجهدین» [18] ثم طبقه و فتحه فإذا هو «إن الله اشتری من المؤمنین أنفسهم»، [19] فقال: «هو و الله زید هو و الله زید» فسمی زیدا. [20] .



[ صفحه 284]




[1] الحج: 78.

[2] عيون الأخبار الرضا 195 - 194/1.

[3] المصدر ص 195.

[4] المصدر، (غر) جمع أغر قال الطريحي: في وصف علي عليه السلام: «قائد الغرالمحجلين» جمع أغر من الغرة و هي بياض في الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء، مجمع البحرين في (غرر).

[5] عيون أخبار الرضا 196 - 195/1، الضمير في بشعره يعود إلي الآخذ، فتدبر آخر الحديث.

[6] عيون أخبار الرضا 196:1.

[7] المصدر ص 197 - 196.

[8] في نسختي «الكتابة» فصححت.

[9] عيون أخبار الرضا 197:1.

[10] جمع نبط كسبب و أسباب قوم ينزلون البطائح بين العراقين و النبطية منسوبة إليهم، قيل إنهم عرب استعجموا أو عجم استعربوا و في المصباح: (النبط) جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق، ثم استعمل في أخلاط الناس و عوامهم قاله الطريحي في مجمع البحرين في (نبط).

[11] عيون أخبار الرضا 198 - 197/1.

[12] هود: 46 - 45.

[13] معجم رجال الحديث 360:7.

[14] المصدر.

[15] المصدر 300:1 - و 360:7.

[16] المصدر 345:7.

[17] المصدر 356 - 348/7.

[18] النساء: 95.

[19] التوبه: 111.

[20] السفينة 577:1، في (زيد) و فيه كان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة 120، و كان سنه اثنين و أربعين قاله الشيخ المفيد كما في معجم رجال الحديث 346:7، أو إحدي و عشرين و مئة حكاه السيد الأستاذ عن رجال الشيخ كما في معجم رجال الحديث 345:7.